arabciv Admin
الجنس :
عدد الرسائل : 170 العمر : 45 الدولة : مصر تاريخ التسجيل : 19/10/2008
| موضوع: جمال أسعد: الطموح السياسى للبابا جعله زعيما سياسيا للأقباط الخميس مايو 06, 2010 10:43 am | |
| ◄تخصيص مقاعد للمسيحيين والمرأة تكريس للطائفية.. وعلى الأقباط أن يخوضوا الانتخابات ◄الدولة والكنيسة والإعلام والتعليم مسئولون عن صناعة الطائفية ◄أخضع للبابا روحيا فقط ولست ملزما بآرائه السياسية
سياسى ومفكر مصرى، يرفض التعامل معه كمسيحى، ويعلن دوما أنه صاحب وجهة نظر سياسية.. مارس العمل السياسى طوال نصف قرن، فى الاتحاد الاشتراكى والأحزاب، انضم وعمل فى حزبى التجمع والعمل، وكان أحد النواب على قائمة حزب العمل وتحالف الإخوان عام 1986.
جمال أسعد عبدالملاك، يرى أن مصادرة السياسة من المصريين هى أحد أهم أسباب الطائفية، وينتقد أقباط الخارج وبعض أقباط الداخل، يصنف نفسه ناصريا، ويعتبره بعض نقاده خصما للكنيسة، مع أنه عمل يوما ضمن مستشارى البابا شنودة، ويؤكد أن علاقته الروحية به قوية. لكنه يطالب بأن يكون مالقيصر لقيصر، وما لله لله.
أسعد شارك فى ورشة عمل بمركز الأهرام عن تخصيص «كوتة» أو نسبة مقاعد للمسيحيين والمرأة فى البرلمان. وكان الوحيد الذى يرفضها.
سألته: لماذا ترفض «الكوتة»، التى يرى البعض أنها حل للمشاركة السياسية؟ دائما أطالب بالتعامل مع قضايا السياسة من منظور سياسى. وللأسف حتى الذين يرفعون شعار الدولة المدنية، يقعون فى فخ طائفى.وهو ما رأيته فى ورشة عمل «مركز الدراسات السياسية بالأهرام» عن الكوتة للمسيحيين والمرأة 9 مسيحيين من بين 14 مشاركا، وعلى اختلاف انتماءاتهم أيدوا الكوتة وكنت وحدى أرفضها.
لماذا ترفضها؟ هناك فرق بين طرح المشكلة فى إطار وطنى أو طائفى أو فئوى.. وقد رفض الأقباط الكوتة فى دستور 23، وأنا أرفضها الآن، لأنها غير دستورية وضد المساواة. وتمثل تمييزا للمسيحيين عن أغلبية المصريين المعزولين عن السياسة. وكأننا نقول للمصريين الفقراء الغلابة إن هؤلاء أفضل منكم، ولهم حقوق أكثر منكم، وهو أمر يثير الحقد والكراهية ويضاعف المناخ الطائفى.
لكن الكوتة مطروحة كحل مرحلى؟ لا نعالج خطأ- بخطأ.. الكوتة تعنى تكريس تقاعس الأقباط والمرأة عن العمل السياسى، ومنحهم ما ليس لهم. الحصول على حصة سياسية يعنى النزول للشارع والمشاركة وطرح برنامج. الجماهير هى التى يفترض أن تمنح الحصص. لكن أن أعطى كوتة لهؤلاء بدون جهد، سيكرس ابتعاد الأقباط والمرأة عن المشاركة وكأنها مكافأة على الكسل السياسى. سينتظرون الحصة وهم جالسون. القانون والدستور لا يفرقان على أساس الدين، المجتمع هو الذى يميز. وعلينا أن نعمل على المجتمع وليس على النصوص. ومن يطالبون بالكوتة يرفضون نسبة %50 عمالا وفلاحين، يرفضون استثناء، ويطالبون باستثناء آخر، يكرس للدولة الدينية.
ومن يقولون بمرحلية ذلك واهمون.. وإذا أردنا مرحلة انتقالية تكون للجميع. بتفعيل مواطنة وديمقراطية تتيح المشاركة السياسية بما يفرز كوادر سياسية مسلمة أو مسيحية أو نسائية من الشارع، ولا مانع كبديل مرحلى أن يكون نظام الانتخاب بالقائمة النسبية غير المشروطة وعلى الأحزاب أن تكتشف كوادرها.
الأولى أن نطالب بكوتة للفقراء، وهم أغلبية لا يمكنها الترشيح.. أغلبية المصريين ممنوعون من السياسة وليس الأقباط والمرأة فقط.. والسياسة مصادرة لصالح الحزب الحاكم، والبرلمان أو مجلس الشورى أو المجالس المحلية لا تمثل المصريين. والتعديلات الدستورية، وإلغاء الإشراف القضائى على الانتخابات سهلت المصادرة.
ومن السبب فى الاحتقان الطائفى؟ مع مصادرة السياسة بدأت الكنيسة تبدو هى الممثل السياسى للأقباط. وتحل محل السياسيين، خاصة بعد صدام الرئيس السادات والبابا شنودة، مما أحدث تغييرا نوعيا نعيش فى نتائجه السلبية حتى الآن. الكنيسة شجعت المسيحيين على الهجرة إليها نفسيا أو جسديا تحت ادعاء الاضطهاد الواقع عليهم، واستملح البعض فكرة أنهم مضطهدون، فى حالة جمعية يتم ترديدها عمال على بطال، تعطى القبطى نوعا من السعادة الدينية، كل هذه الأسباب الخاصة، جعلت سلبية الأقباط أكثر.
فى رأيى أن الظلم الواقع على عموم المصريين هو سبب الاحتقان.. والدليل أنه لما كان هناك مشروع قومى فى الستينيات، وعندما كانوا يواجهون الاستعمار، لم تكن هناك طائفية. غياب المشروع الوطنى مع الفقر والضغط الاجتماعى، يسهل اللعب على الوتر الدينى ويشيع التدين الشكلى الذى يختلف عن الإيمان الحقيقى.
لكن البعض يرى أن مصادرة السياسة بدأت مع ثورة يوليو وقبلها كانت التجربة الحزبية مزدهرة؟ من قال إنه قبل ثورة يوليو كانت الحياة الحزبية مثالية، تعطى كل مواطن حقه فى المشاركة السياسية؟.. كانت هناك أحزاب تتصارع وتدور حول النخبة التى تمتلك المال والأرض والسياسة والقرار.. الثورة صادرت الشكل السياسى وابتكرت شكلا آخر، وفر للأغلبية العدالة الاجتماعية أكثر من الشكل القديم. القيادات الحزبية القديمة تصوروا أن الضباط سيتركون لهم الحكم.. ولم يسعوا لصيغة تشاركية. والثورة دخلت فى صراعات وحروب داخلية للعدالة والإصلاح الزراعى، وخارجية مع القوى الاستعمارية والإقليمية. مما جعل هذا مقدما على الشكل الحزبى والسياسى. وإذا كانت المشاركة السياسية هى إتاحة الفرصة للأغلبية للتعبير عن رأيها، فقد كانت صيغة تحالف قوى الشعب العامل هى الأفضل فى مرحلة تاريخية معينة.
ومن تجربتى الشخصية أظن أن تجربة تحالف قوى الشعب ومنظمة الشباب لم تتكرر فى تاريخ مصر، وسمحت لأغلبية طبقات الشعب بالمشاركة. وكانت فكرة الحزبين مطروحة، لكن هزيمة يونيو 67 أدت لانهيار النظام كله وليس التجربة السياسية وحدها.
لكن هناك اتهامات للثورة أنها هى التى بدأت استبعاد المسيحيين ومصادرة أموالهم، مما أدى إلى هجرتهم للخارج؟ الثورة لم تصادر أملاك الأقباط وحدهم، بل فعلت ذلك مع كل الملاك المصريين وكانوا قلة.. وكم عدد الملاك الأقباط من بين المهاجرين فى الخمسينيات والستينيات؟ ولم يكن جميع الأقباط ملاكا وأثرياء. بل كانت أغلبيتهم فقيرة مثل الشعب، واستفادوا من الإصلاح الزراعى.. كما أن قانون الإصلاح الزراعى طبق على الجميع، ولم يستثن أحدا سوى الدير المحرق بالقوصية الذى يمتلك 5 آلاف فدان، ولا نعلم حتى الآن سبب هذا الاستثناء. وفى رأيى أنه لا يوجد عصر منذ الفتح الإسلامى عاش فيه الأقباط مناخ المساواة مثلما كان فى فترة حكم عبدالناصر. كل المصريين كانوا يدخلون الجامعة ويعينون. ولم تقع حادثة طائفية.. وإن كنت كناصرى آخذ على عبدالناصر، إنه بكاريزميته، كان يساهم فى حل المشاكل. ولم يضع نظاما يستمر بعده، واحتوته القضايا الكبرى، واعتمد على العاطفة ولم يخلق كوادر سياسية تستمر بعده.
وكيف ولماذا ظهرت الطائفية ومن المسئول عنها؟ القضية ارتبطت فى رأيى بنكسة يونيو التى دغدغت الموروث الدينى لدى المصريين مسلمين ومسيحيين، واللجوء إلى الدين غير اللجوء إلى الله. تم تفسير الهزيمة على أنها بسبب الابتعاد عن الدين، وظهر التدين الشكلى.. السادات استغل هذا المناخ حتى يتميز عن عبدالناصر. واستغل الجماعات الإسلامية لضرب اليسار والناصريين. ورفع شعار دولة العلم والإيمان، ووقعت أحداث الخانكة 73، وكانت أيضا بدايات الصدام بين البابا شنودة والسادات. بسبب التركيبة الشخصية الطموحة لكليهما، السادات تحالف مع الإخوان. واتهم البعض البابا أنه يريد إنشاء دولة مسيحية.. رحل السادات وترك مناخا طائفيا مازلنا نعيشه. السادات هو الذى بدأ التحول الاقتصادى نحو الانفتاح والسوق بدون بنية أساسية تتيح التطبيق السليم. ومازلنا نعانى الارتباك حتى الآن، تم بيع القطاع بلا بديل، ورجال الأعمال لم يقودوا تحولا صناعيا أو زراعيا بديلا عن الدولة. سبب الأزمة الاقتصادية ليس العجز فى الموازنة وزيادة الاستيراد لكن فى غياب الإنتاجية.
ومن المسئول عن صناعة الطائفية؟ نحن نعيش بالفعل مناخا طائفيا يساهم فيه الجميع، الدولة والكنيسة والإعلام والتعليم والمتاجرون بالأديان.
الدولة أصابها الضعف.. والفساد.. وتنازلت عن جزء من دورها للمسجد والكنيسة.. تحول انتماء المسيحيين من الوطن للكنيسة، والبابا من رمز دينى إلى رمز سياسى، أن ينتمى المواطن المسيحى للكنيسة وليس للوطن، فى المقابل أصبح انتماء المسلم للمسجد، أو للجماعة وهو أمر خطير.
والكنيسة تجاوزت ما يخص الله، وأصبحت تعمل فيما يخص قيصر. والسيد المسيح يقول «مملكتى ليست من هذا العالم». لكن الطموح السياسى الشخصى والتركيبة النفسية لقداسة البابا بمساعدة سلوكيات الدولة، أصبح زعيما سياسيا للأقباط. مع أن الكنيسة ليست بديلا عن الدولة. وتزامن ذلك مع ممارسات ما يسمى أقباط المهجر والتدخلات الأمريكية وقانون الحماية الدينية 1998. صنع حالات سوء فهم، ويجعل الآخر المسلم متصورا أن الكنيسة أصبحت دولة داخل الدولة .
أما الإعلام فقد أصبح فى كثير من الأحيان سوقا رائجة لتسويق شخصيات طائفية، يتعامل معهم الإعلام كأنهم أبطال. الإعلام يعالج الأحداث اليومية ويحولها إلى قصص مثيرة فيعطيها بعدا طائفيا، يقول «مقتل مسيحى على يد مسلم» أو «مسيحى يطعن مسلما»، وقد تكون قضية خلاف مالى.
بالنسبة للتعليم بعد أن كان البوتقة الوحيدة لتوحيد المصريين، أصبح مفرخة لإنتاج التعصب والتفرقة.. لدينا تعليم إسلامى، وآخر مسيحى، وثالث حكومى، أو تجريبى، أو خاص، وهو مقسم إلى محلى وأجنبى ودولى وعالمى. التعليم المختلط الذى تغيب عنه الدولة، يخرج شخصيات متعارضة ومختلفة، تتنازعها أهواء وتوجهات متعارضة.. والممارسة التربوية داخل المدارس أصبحت تدعو إلى رفض الآخر والازدراء به على الجانبين.
نأتى إلى دور المتاجرين بالأديان فى المعسكرين المسيحى والإسلامى، فقد أفرز مناخ الاستقطاب الدينى الحاد، ما يسمى بالمتاجرين بالأديان، يمارسون دغدغة العواطف الدينية لدى الأقباط، ويظهرون كأبطال ومدافعين عن المسيحيين.. وعلى الجانب الآخر نرى من يسعون لتصوير أنفسهم كمدافعين عن الإسلام، مشايخ الفتنة ممن يزدرون الآخر، ويدغدغون العواطف الدينية.. كلاهما بطل وهمى يسعى لربحه الشخصى بصرف النظر عن مصلحة مواطنيه.
بعض المسيحيين يعتبرونك ضد البابا والكنيسة؟ كسياسى مصرى أحمل رؤية سياسية لا علاقة لها بالدين. بالنسبة الأكليروس وموجهى الكهنوتى وعلى رأسهم البابا، فهم آبائى الروحيين الذين أخضع لهم روحيا.. بينما سياسيا لست ملزما بالخضوع لآرائهم غير الدينية، لكن هناك من يخلط الأمور، يخلطون الأمور قصدا، ويطالبوننى بأننى يجب أن أنحاز للمسيحيين كمسيحى، بينما أنا أنحاز للمصرى أيا كانت عقيدته.
وهل ترى أن بعض المسلمين يقعون فى أخطاء مشابهة؟ على الجانب الإسلامى الآن أصبح من يفوز بأحد المسيحيين ليدخله الإسلام، أو يهاجم المسيحيين فى فضائية، ويدغدغ عواطف المسلمين بشعارات سياسية ذات مضمون دينى، يحقق نصرا للإسلام. هؤلاء يساهمون فى تكريس الطائفية، ويسعون لقسمة الوطن. يصبحون أبطالا لدى العامة فى إطار الطائفية، ونجوم الإعلام يخاطبون جهات التمويل.. والشعب الغلبان يدفع الثمن.
البعض يرى أن تغيير المناهج الدينية فى المدارس أو إلغاءها يحل الأزمة الطائفية؟ كل الأديان السماوية فى مقاصدها العليا تدعو إلى التسامح والعدل والمساواة وقبول الآخر، يجب أن نتعامل فى المدارس مع النصوص القرآنية والإنجيلية التى تدعو للتوحد والحب وقبول الآخر والتسامح والعدالة. الدين يختلف عن ممارسات المتدينين. وبدلا من الدعوة لإلغاء الدين علينا مواجهة المتدينين الذين يفهمون الدين خطأ. ومن يطالبون بذلك يعملون وفق أجندات خارجية.
الخنازير كيف تحولت لموضوع طائفى، واتهامات بأن مصر تعادى الأقباط، وتدمر مصالح ملايين المسيحيين؟ قضية الخنازير لا يجب النظر إليها من زاوية طائفية، بل سياسية واقتصادية. هناك تجار مسلمون يربونها ويتاجرون فيها. ثم إن أكل الخنزير للمسيحى ليس من باب الحلال أو الالتزام الدينى. المسيحية لا تحلل ولا تحرم وإنما تقول: الأشياء توافق أو لا توافق.. ومعروف أن السيد المسيح أخرج الأرواح النجسة وأدخلها الخنازير.
من منظور سياسى، نسأل هل كان قرار إعدام الخنازير صائبا، وهل تم تعويض أصحابها تعويضا عادلا؟ ولماذا لم تنفذ الحكومة قرارا صدر منذ عام 2006 بنقل زرايب الخنازير؟
لمعلوماتك... ◄1971 جلس البابا شنودة على كرسى البابوية ◄27 أكبر عدد من النواب الأقباط فى البرلمان سنة 1924 | |
|