نهضة العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نهضة العرب

منتدي يهتم بثقافة العرب في كل البلدان
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأسس الدينية للأصولية المسيحية اليهودية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
arabciv
Admin
arabciv


الجنس : ذكر

عدد الرسائل : 170
العمر : 44
الدولة : مصر
تاريخ التسجيل : 19/10/2008

الأسس الدينية للأصولية المسيحية اليهودية Empty
مُساهمةموضوع: الأسس الدينية للأصولية المسيحية اليهودية   الأسس الدينية للأصولية المسيحية اليهودية I_icon_minitimeالخميس مايو 06, 2010 10:49 am

بعد مقالنا في الأخبار يوم 14/2/2002 خلصنا إلي أن الصراع ليس دينيا أو حضاريا ولكنه صراع سياسي استعماري وان الغرب علي مدي التاريخ يغير في الأشكال ويبدل في الأسماء وهدفه واحد وهو استغلال الشعوب.
كما ان الاسلام الحضاري قد كان أحد أهم المكونات للشخصية الحضارية العربية للمسلمين والمسيحيين نتيجة للتمازج التاريخي والتعايش الاجتماعي بينهم، مما جعل الاثنين يتصديان بحزم ويواجهان بعزم كل التدخلات الغربية علي مدي التاريخ، ذلك ليس نتيجة لوحدة الجنس والتاريخ والمصير بل أيضا لتباين واختلاف كثير من المعتقدات الدينية بين المسيحيين العرب والمسيحيين في الغرب، وعلي رأس تلك المعتقدات هو معتقد الحكم الألفي.
وهنا فإن حالة التقمص بل حالة الاتحاد والتوحد بين الغرب وبين الحركة الصهيونية منذ ما قبل مؤتمر 'بازل' 1897 مرورا بوعد 'بلفور' 1917 واقامة دولة اسرائيل 1948 حتي الاستيلاء علي أراضي ثلاث دول عربية 1967 وما يحدث الآن من قتل وترويع وتجويع ومحاصرة للشعب الفلسطيني البطل وسواء كان ذلك زمن الامبراطورية البريطانية أو الآن في عصر الامبراطورية الأمريكية.
نقول أن تلك العلاقة لم تكن المصالح السياسية والمطامع الاستعمارية سوي الشكل الظاهري الذي يخفي حجم الاختراق الصهيوني للمسيحية في الغرب والذي أدي إلي توحد عقيدي تمت ترجمته وتحقيقه علي أرض الواقع في فلسطين.
ذلك الاختراق الذي قد بدأ بعد حركة الاصلاح الديني في أوربا في القرن السادس عشر بعد انتشار المذهب البروتستانتي والذي تبعه ظهور جماعة البيروتانيون أو المطهرون في بريطانيا تلك الجماعة التي كانت تعلي من نصوص التوراة 'العهد القديم' وهو كتاب اليهود الذين مازالوا يتوقفون عند بعض النصوص التي تري ان اليهود هم شعب الله المختار وأن فلسطين هي أرض الميعاد منطلقين من عقيدة جاءت نتيجة لبعض الاجتهادات التفسيرية لنصوص سفر الرؤيا الاصحاح العشرون، والتي يتصورون من خلالها ان المسيح سيأتي في شكل حاكم يحكم العالم لمدة ألف عام بعدها سيكون العالم ومن فيه للمسيح، وبذلك ستنتصر مملكة الله علي مملكة الشر وسيتم بناء هيكل سليمان مرة أخري وعلي ذلك سيهدم بالتالي المسجد الأقصي.
ومن خلال تلك العقيدة تم اختراق الفكر المسيحي الغربي من قبل الصهيونية العالمية فكانت المساندة القوية من قبل بريطانيا وقد انتقل الدور إلي أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية فكانت أمريكا أول دولة اعترفت باسرائيل، كما انه لم تذهب القضية بعيدا فالجذور واحدة والموقف مشترك حيث أن هؤلاء البيروتانيون الانجليز قد هاجروا إلي الأرض الجديدة في أمريكا بعد حركة الكشوف الجغرافية وهم الذين نشروا المذهب البروتستانتي والذي أصبح المذهب الأول هناك الشيء الذي جعل هؤلاء المهاجرون أول ما يفعلون هناك هو طبع المزامير اليهودية كأول كتاب وانشاء معبد يهودي وافتتاح جامعة يهودية.
***
ومع تطور الاختراق وسيطرة اللوبي الصهيوني علي كثير من المقدرات الأمريكية فقد تم التزاوج بين اليمين الديني وبين اليمين السياسي وقد ظهر ذلك جليا في عهد 'ريجان' مما جعل ذلك التحالف له من القدرة والقوة ما يؤثر علي اختيار الرئيس الأمريكي.
وكان هذا التحالف من منطلق العقيدة الدينية وتحقيقا للمصالح السياسية.
اذن فالانحيار الغربي والأمريكي لاسرائيل أساسه المعتقد الديني ذلك المعتقد الذي يمثل الأرضية الأساسية للأصولية المسيحية اليهودية في أمريكا تلك الأصولية التي يقودها الآن القس 'بات روبر تسون' باسم ما يسمي بالتحالف المسيحي والذي يضم مليون عضو ويدير امبراطورية هائلة تهيمن علي عدد كبير من المؤسسات الاعلامية منها شبكة 'فوكس' و'ان. بي. سي' وشبكة 'س. ان. ان' التليفزيوينة.
كما ان هذا التيار يسيطر الآن علي أغلب الوزارات في ادارة بوش مثل نائب الرئيس ووزير الدفاع ووزير العدل ونائب وزير الدفاع..
وهنا اذا كانت تلك الأصولية المتصهينة والتي تؤمن بأن هناك شعبا مختارا من الله أي مميزا عن سائر البشر فلاشك ان تلك العقيدة قد كانت أرضية صالحة للشعور بالاستعلاء والتكبر والقوة فكانت نظرية صراع الحضارات والتي يتصور الغرب من خلالها بانتصار الحضارة الغربية المسيحية 'المختارة' علي الآخرين الأشرار وغير المختارين.
وعلي نفس القياس فلابد من أن يعلن بوش بأنها حرب صليبية وهذا لا ينفصل عن مقولة بوش إلي أمه والتي تقول: 'لن يدخل السماء غير البروتستانت'.
كذلك فلبير ليسكوني أن يهزأ بالحضارة الاسلامية وكل ذلك علي تلك الأرضية الدينية العنصرية.
ومن ثم لم يصبح من الغريب أن يوجه الأصوليون الجدد رسالة لبوش في 20/9 تطلب بالقضاء علي بن لادن والاطاحة بالنظام العراقي. وتصفية حزب الله. وتحجيم السلطة الفلسطينية. وتأكيد الصداقة الثابتة بين أمريكا واسرائيل.
ولو نظرنا إلي تلك المطالب سنجد أنها بالفعل تمثل استراتيجية عليا في هذه المرحلة لأمريكا.
وهنا اذا كانت الأصولية المسيحية اليهودية الأمريكية تعتمد علي استخراجات دينية من العهد القديم في رسم سياساتها في مواجهة الشرق المسلم فما هو موقف الكنيسة المصرية من تلك العقيدة ومن هذه الاستخراجات؟
لاشك ان اليهود كانوا هم شعب الله المختار وكان الله يحبهم ويميزهم ولكن هل هذا الاختيار وذلك التميز مطلق أم بشروط؟
من المعروف ان ذلك الاختيار كان مشروطا بقبول اليهود للرسل والأنبياء الذين سيرسلهم الله فلهم قبل ذلك الشعب هؤلاء الرسل؟ وهل التزموا بالعهد مع الله؟
لا. لم يلتزموا والدليل نصوص التوراة 'الأرض تدنست تحت سكانها لأنهم تعدوا الشرائع، غيروا الفريضة، نكثوا العهد الأبدي، لذلك لعنة أكلت الأرض وعوقب الساكنون فيها. لذلك احترق سكان الأرض وبقي أناس قلائل أ ش 54:5'. 'قد رجعوا إلي آثام آبائهم الأولين الذين أبوا ان يسمعوا كلامي وقد ذهبوا وراء آلهة أخري ليعبدوها وها قد نقض بيت اسرائيل عهدي الذي قطعته مع آبائهم آر 11: 10'. 'هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا'.
***
وهنا اذا كان هؤلاء لم يوفوا بالعهد وقد نقضوا الاتفاق مع الله فبذلك لم يصبحوا هم شعب الله المختار وقد أصبح كل من يؤمن بالله ورسله وأنبيائه هم أولاد الله. ومن ثم لم تصبح لهم أرض ميعاد بعد فقد تركت لهم خرابا وقد هدم الهيكل وتشتت شعب بني اسرائيل.
أما أن يأتي المسيح ليحكم العالم ألف عام فهذا تفسير يتفق مع الفكر المادي اليهودي حيث أن كل النبوءات الواردة في التوراة والتي كانت تتنبأ بمجيء المسيح قد انتهت بعد مجيء المسيح الفعلي وكون أن يحكم المسيح فهو الآن يحكم أتباعه الذين يؤمنون به حكما روحيا وليس حكما ماديا حيث يقول 'مملكتي ليست من هذا العالم'.
أما حكاية الألف عام فنحن الآن نعيش الألف عام التي يحكم فيها المسيح حكما روحيا حيث ان اليوم عند الله كألف عام وألف عام كيوم أي أن تعبير الألف عام تعبير مجازي.
هذا هو معتقد الكنيسة المصرية في عقيدة الحكم الألفي والتي تستند إليها الأصولية المسيحية اليهودية للانحياز الأعمي مع اسرائيل الشيء الذي جعل البابا شنودة يقف موقفه الوطني معبرا عن عقيدة الكنيسة المصرية وتاريخها في رفضها لليهود كشعب مختار وادعائها أن فلسطين أرض الميعاد.
وهنا فإن كل العرب والمسلمين يقدرون موقف الكنيسة والبابا من تلك القضية حيث ان موقف المسلمين والعرب يتفق مع موقف الكنيسة ضد اسطورة الاختيار وأرض الميعاد وبالتالي ضد الممارسات القمعية العنصرية التي تتم علي أرض فلسطين والتي لا تمت للأديان ولا للأخلاق بصلة ولكن وآه من ولكن هل كل الأقباط المصريين يؤمنون بل يعرفون تلك العقيدة لكنيستهم المصرية؟
وهل هم بالفعل مقتنعون بتلك الآراء الدينية التي يدعو إليها البابا في تلك القضية؟ وأقول الدينية وليس السياسية حيث ان الاقتناع بالتعاليم الدينية واجب وهنا فعقيدة الحكم الألفي هي عقيدة دينية وليست قضية سياسية.
وهنا فالأمر يحتاج إلي إعادة صياغة للخطاب الديني وهذا مقال آخر إن شاء الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabciv.alafdal.net
 
الأسس الدينية للأصولية المسيحية اليهودية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نهضة العرب :: منتديات الكتاب :: منتدى الاستاذ / جمال اسعد-
انتقل الى: