نهضة العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نهضة العرب

منتدي يهتم بثقافة العرب في كل البلدان
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 توابع نجاح الإخوان المسلمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
arabciv
Admin
arabciv


الجنس : ذكر

عدد الرسائل : 170
العمر : 44
الدولة : مصر
تاريخ التسجيل : 19/10/2008

توابع نجاح الإخوان المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: توابع نجاح الإخوان المسلمين   توابع نجاح الإخوان المسلمين I_icon_minitimeالأربعاء مايو 05, 2010 8:55 am

أصاب نجاح الإخوان المسلمين في المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية الراهنة؛ كتائب الدعاية الحكومية بصدمة عنيفة أفقدتهم صوابهم ، وجعلتهم لايحترمون المنطق ولا المنهجية في مخاطبة الجمهور الذي يخاطبونه عبر الإذاعات المرئية والمسموعة والمقروءة، ولم يتورعوا أن يكذبوا على الناس دون خجل أو حياء بادعاء أمور غير حقيقية على الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي بعامة .. يتربع خادم السلطة على كرسيه في التلفزيون مثلا ويأخذ في الهجوم على الجماعة المحظورة ، ويركز على كلمة المحظورة ليلفت الانتباه إلى أنها ليست قانونية ويجب معاقبتها على مشاركتها في الاهتمام بقضايا الشعب البائس وهمومه ، ثم ينتقل إلى الحديث عن شعارهم الغامض " الإسلام هو الحل" ، ويتحفنا بالكلام عما يحدث في أوربة من عدم الخلط بين الدين والسياسة مع أن ملكة انجلترا رئيس الكنيسة البروتستانتية ، وجورج بوش يرى أن السماء أرسلته ليحرر بلاد المسلمين من الإرهاب ويحول دون قيام إمبراطورية إسلامية من إندونيسيا إلى إسبانيا .... الخ
أفراد كتائب الدعاية الحكومية يحاكون البهلوانات في دفاعهم عن النظام البوليسي الفاشي الذي يستخدمهم ويفتح لهم أكياس العطاء ، فهم يدعون أنهم مع التعددية واحترام الآخر وإتاحة الفرصة للجميع في منافذ التعبير والحرية ، ولكنهم في حقيقة الأمر يحاورون أنفسهم ، ولا يسمعون إلا صوتهم وصوت سادتهم المستبدين بدليل أن اللقاءات التلفزيونية والإذاعية والصحف الحكومية لاتتيح فرصة لوجود أي طرف إسلامي يدافع عن الإسلام أو أفكار التيار الإسلامي ، وإذا حدث ووجد هذا الطرف فهو واحد من اثنين إما مهمش في الحوار أو ساخط علي التيار الإسلامي لأسباب شخصية .. وهكذا تسقط دعاواهم ببساطة شديدة !!
مشكلة السلطة وكتائب الدعاية التي تدافع عنها وعن حزبها المتسلط أنها تصادم الشعب المصري في أخص خصائصه الحياتية والإنسانية وهو الإسلام ..لقد تناسوا أن الدين بصفة عامة مكون أساسي من مكونات المجتمع ، وأن كل المحاولات المحمومة التي بذلت منذ احتلال نابليون لمصر والشام حتى اليوم لإبعاد الشعب المصري عن دينه وإسلامه قد باءت بالفشل الذريع ، وكلما ظنت السلطة وخدامها من التغريبيين وأشباههم أن الشعب يمكن أن يتخلى عن إسلامه، فاجأهم الواقع بغير ما يتوقعون .. وقد فاجأ الشعب المصري سلطته المستبدة وكتائب دعايتها بانتخاب أكثر من أربعين نائبا في ظل الحملة الشرسة التي شنتها السلطة المستبدة وأجهزتها المهيمنة .
من المؤكد أن شعار "الإسلام هو الحل "ليس غامضا كما يتوهم رجال الدعاية السلطوية ، بدليل هذا الانتصار الكبير الذي حققه الإخوان في المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية الحالية ، وهو ما أثار الذعر في أوساط النظام الحاكم وتابعيه من كتائب الدعاية الكاذبة ، مما دفع بعض المراقبين إلى توقع تدخل السلطة في المرحلتين الثانية والثالثة بصورة أكثر شراسة وفجاجة لتزوير الانتخابات لحساب مرشحيه، وإسقاط مرشحي الإخوان المسلمين ومن يتعاطف معهم من مرشحي المعارضة ..
إني هنا لاأدافع عن الإخوان ؛فهم أقدر على الدفاع عن أنفسهم ، ولكن ما أريد قوله هو أن الإسلام حقيقة واحدة لايمكن تجزئتها ، وهو ما يعني أن الشعار الذي يرفعه الإخوان أو غيرهم من الحركات الإسلامية ليس غامضا ، لأن التصور الإسلامي يؤسس لرؤية تناغي الحياة وتعمل لها كما تعبد الله وتعمل للآخرة ..
وإذا كان الشعب المصري اليوم يجد في هذا الشعار حلما جميلا يمكن أن يعبر عن طموحاته في مواجهة القهر السياسي ، والفساد الشائع في كافة المرافق الاجتماعية ، والنهب المنظم الذي يقوم به كبار رجال السلطة تحت مظلات قانونية (!!) وخراب التعليم ، وضعف الرعاية الصحية والاجتماعية ، وازدياد الفوارق بين الأغنياء ( ومعظمهم من أهل السلطة وأشياعها ) والفقراء ، وانهيار الطبقة الوسطى التي كانت عماد المجتمع ، فضلا عن تفشي البطالة بدرجة غير مسبوقة في تاريخ الشعب المصري في العصر الحديث .. فهو يعود إلى فطرته التي يعبر عنها دينه خير تعبير ،ويعلم أنه دين العدل والرحمة والعفة والمساواة والأخوة والكرامة الإنسانية والمستقبل المضيء ..
وأظن أن كتائب الدعاية للسلطة لاتلفت إلى أحلام الشعب وتطلعاته وأمانيه.. ولكنها تلتفت إلى مصالحها الخاصة وأنصبتها من المال العام ، الحرام عليهم وعلى مستخدميهم ؛ ولذا فهم يستميتون في الدفاع عن النظام البوليسي الفاشي وينحدرون في دفاعهم إلى درجة مشينة ومرفوضة من صاحب كل حس إنساني نقي ونظيف!!
في السبعينيات رفع صديقي المرحوم "جابررزق" شعار " المسلمون قادمون"، وجعله عنوانا على غلاف مجلة الدعوة ، مما أغضب الرئيس الراحل أنور السادات .. وقد آن الأوان أن يأتي المسلمون ليحلوا مشكلات أمتهم ، وينتهي عصر استبعادهم من الحياة العامة ، ويكون لهم حق ارتفاق فهم ليسوا أبناء الجارية على أية حال !
.................................................. ...
*المصدر: المصريون : بتاريخ 18 - 11 - 2005 م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabciv.alafdal.net
 
توابع نجاح الإخوان المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نهضة العرب :: منتديات الكتاب :: منتدى د/ حلمي محمد القاعود-
انتقل الى: